تتعدد المباحث المتعلقة بالمنطق وتتجدد، وقد بذل الباحثون جهدا كبيرا في هذا السياق، وبين دفّـتي هذا الكتاب فصول تختص بالتحديدات الأولية لفلسفة المنطق للتعرف على مجالاته وإشكالاته؛ وتتولى النظر في مسألة حياد المنطق من خلال مختلف نظرياته، كما تتعرض لدعوى بطلان التحديد المفهومي للصدق المنطقي، وتنظر في مسألة إبطال منطق الموجِّهات كمنطق موسع؛ وذلك من خلال إبطال المدلول الفلسفي والمنطقي لمفهوم الضرورة مع مراجعة النزعة الماهوية. لا يستقيم النظر إذا لم نستحضر الرهان الكبير للوضعيين المناطقة على التحليل اللغوي المنطقي للمسائل الفلسفية؛ ولذلك نعتبر أن فلسفة المنطق عند كواين قد قامت بمراجعة حصيفة للعدّة المنطقية التحليلية في حدِّ ذاتها، لتشكل بذلك منعطفا لما بعد التحليلية ستكون له آثار مشهودة في فلسفة العلم التي تشمل طروحات في غاية القيمة والأهمية الفلسفيين في فكر كواين،.