يقدّم هذا الكتاب قراءةً تأصيليّةً تنظيريّةً لمفهوم التعدّدية الدينيّة، بوصفه مفهومًا نشأ في سياقٍ غربيّ، فكانت آثاره في المجال العربيّ مثارَ التباس؛ الأمرُ الذي استدعى من الباحث تفكيك المصطلح وتمييزه عن مجرّد التنوع الاجتماعي، متتبِّعًا جذوره الفلسفية واللاهوتية، ومُستقصيًا مساراته التاريخية واتجاهاته المعاصرة، مع تحليلٍ نقديّ لإسهام جون هيك بوصفه المؤسّس الأبرز. ويقدّم هذا العمل معالجةً شاملةً تقوم على منهجٍ تحليليّ يستنطق النصّ القرآني وتراث المفكّرين المسلمين وجهود الفلاسفة من العالمين الشرقي والغربي. وتتجلّى القيمة المضافة في هذا العمل من خلال رسم إطارٍ علميّ يؤصِّل لمباحث الحق والخلاص وموقع الاعتراف بالآخر، مقدِّمًا رؤيةً جديدة، إذ أعاد صياغة سؤال التعددية الدينية من جديد ليتحول من: “من يمتلك الحقيقة؟” إلى سؤال آخر أكثر عمقًا وأولى بالسؤال وهو: “هل الحقيقة تمتلك؟”. ليصل الباحث في نهاية هذا الكتاب إلى نتيجة تجاوزت جميع الآراء المطروحة في حقل فلسفة التعددية الدينية، مقترحًا مسارًا جديدًا للحوار المسؤول بين أتباع الديانات، بما يعزّز قيمَ الاحترام المتبادل ويؤسّس لثقافةِ التعايش الإنساني.