يكشف هذا الكتاب “تنظيم الإخوان المسلمين: خطاب التطرف والتضليل” جذور المشروع الإخواني منذ تأسيسه عام 1928 وحتى امتداداته المعاصرة. يتناول بالدراسة والتحليل خطاب الجماعة الذي حوَّل الإسلام من رسالة إنسانية وأخلاقية إلى مشروع سياسي سلطوي مغلق قائم على الحاكمية، والتكفير، واستباحة العنف. يعرض الكتاب كيف أسهمت الجماعة في تقويض الدولة الوطنية وإضعاف مفهوم المواطنة، وكيف استثمرت الأزمات لنشر خطاب المظلومية والهيمنة، ممهّدة الطريق أمام التنظيمات الإرهابية مثل القاعدة وداعش.
ويبرز الكتاب الدور الريادي لدولة الإمارات في مواجهة هذا الفكر المتطرف عبر التشريعات، والمؤسسات الدينية المعتدلة، والمبادرات الفكرية والإنسانية، مثل “وثيقة الأخوة الإنسانية”. كما يقدّم مساهمات نخبة من المفكرين والعلماء الذين فصّلوا في خطورة المشروع الإخواني على الدين والمجتمع والدولة، مؤكدين أن الإسلام دين محبة ورحمة وعدل، لا أداة للهيمنة والصراع، وأن الوطن ليس خصمًا للعقيدة، بل هو الحاضن للدين على أرضه تُقام الشعائر، وتُعلَّم فيه القيم والأخلاق، وتُحفظ فيه الأنفس والأسر والمال والعقول.
يمثل هذا الكتاب جرس إنذار ودعوة للتأمل، إذ يضع القارئ أمام مسؤولية حماية الدين من التسييس، وصون الأوطان من الانقسام، وترسيخ قيم الرحمة والعقل والسلام. وهو مرجع لكل من يسعى لفهم جذور الفكر المتطرف وسبل مواجهته ببصيرة معرفية ورؤية إنسانية.