يقدم المؤلف في هذا الكتاب الجزء الأول من مشروع ” تأصيل المقاصد وتقصيد الأصول”، ضمن محاولة لإعادة موقعَة المقاصد وبنفس الروح موضَعتها ضمن الإطار العلمي اللائق بها في صرح البناء الأصولي المتين. يستند المؤلف على رؤية العلامة عبد الله بن بيه، كما جاءت في معاقد كتابه “مشاهد من المقاصد”. ليس هدف المؤلف مجرد التفسير أو التحليل، بل يتجاوز ذلك ليقدم نقداً معمقاً يهدف إلى سد ما أمكن من الفجوات والثغرات التي قد تواجه المفتين والأكاديميين والباحثين في هذا المجال.
المؤلف ينتقد بمضمون المشروع بجزئيه، وبلغة علمية أصيلة ما يمكن تسميته بـ”لغة مثقفي المقاصد”، تلك اللغة التي تفتقر للتأصيل والعمق، وتتسم بالتطفل الفكري والتباهي اللغوي. بدلاً من ذلك، يسعى المؤلف للحفاظ على الصلة الحيوية بين المقاصد وأصول الفقه، معتمداً على لغة علمية رصينة تجمع بين أساليب المتقدمين والمنهجية المعاصرة في التحليل والشرح، بعيداً عن التبسيط المجحف، ونحو التأصيل والتكامل في مسعى لإحياء منهجية تجديد صياغة الخطاب الفقهي والشرعي.
978-9948-773-603