انطلق الكتاب من قاعدةٍ مقاصديةٍ أصيلةٍ تقرّر أن الكليات الخمس الضرورية مراعاةٌ في كل شريعة، واتخذ منها منطلقًا للتأمل في آفاق الحوار والتعاون بين أتباع الشرائع الكتابية على أساس المشترك الإنساني الجامع. وقد بنى الباحث فرضيته على وجود اتفاقٍ بين اليهودية والمسيحية والإسلام في المقاصد الكبرى: حفظ الدين، والنفس، والعقل، والنسل، والمال، رغم اختلاف التفاصيل بتنوّع البيئات والسياقات التاريخية. وانطلق من تأصيل الفطرة الإنسانية المشتركة التي يُعَدّ الدين جوهرها الأعمق، ليخلص إلى أن هذه الشرائع السماوية، وإن اختلفت في الجزئيات، تتوحّد في أصول الاعتقاد والمقاصد العامة التي تحفظ النظام الإنساني. ودعا الكاتب إلى استثمار هذا المشترك لتأسيس أرضيةٍ متينةٍ للحوار والتعاون، من خلال قضايا جامعة كصون الأخلاق، وترسيخ السلم، وتعزيز الأسرة، واحترام التعددية الدينية والثقافية، وحماية البيئة، تحقيقًا للكرامة والسعادة الإنسانية، ومع التعاون في تنزيل الأصول والقيم والمقاصد المشتركة الكبرى في الواقع المعاصر.