يُعدّ كتاب الأسرة في بادية أبوظبي ودورها في تنشئة الأجيال توثيقاً علمياً وتحليلياً لتجربة إنسانية فريدة، ورائداً في مجال التوثيق الشفوي، إذ يسعى إلى حفظ الرواية المحلية وتجربة المجتمع البدوي من خلال شهادات حية، أبرزها شهادة الشيخة صبحه بنت محمد الخييلي، عاشت في بادية أبوظبي، وهي شخصية من الرعيل الأول عاصرت فترات تاريخية مهمة (ما قبل الاتحاد وبعده)، فهذا العمل مساهمة علمية في أرشفة الذاكرة المجتمعية، حيث يسلط الضوء على الدور الجوهري للأسرة في مواجهة تحديات الحياة ، وبناء الإنسان القادر على التوازن بين الأصالة والتحديث. ويعتبر الكتاب بوصفه مصدراً أساسياً في استعادة صورة الأسرة البدوية في أبوظبي، وهذا التوثيق الشفوي لا يمثل فقط استعادة للماضي، بل هو جسر ثقافي يربط الأجيال، ويؤكد على أهمية استحضار التجربة التاريخية كمصدر أصيل للمعرفة الاجتماعية، ورافد أساسي في فهم ملامح التكوين المجتمعي في دولة الإمارات بالقالب الصحيح والمنهج العلمي السليم وبلسان أهلها. كما يُعد هذا الكتاب إضافة معرفية تساهم في تعزيز الوعي بأهمية الأسرة ودورها في استدامة المجتمع، وأن يلهم كل قارئ ليكون جزءاً فاعلاً في صون هذا الموروث الإماراتي الأصيل، وضمان استمراريته بما يليق بتاريخه العريق ومستقبله الواعد. فهل نكون أوفياء لهذا الإرث العظيم؟ وهل نحمل الراية للأجيال القادمة كما حملها من سبقونا؟ هذا هو التحدي، وهذه هي رسالتنا لكل قارئ لهذا الكتاب