آثر الكتاب أن يجعل منطلقه في الاشتباك الفكري مع جماعة الإخوان المسلمين الثلاثة الأركان التي رفعوا عليها بناءهم الفكري برمته، ممثلة في استعادة الخلافة الإسلامية، والحاكمية، والأمة في مقابل الوطن، كاشفا بهذا الخصوص، ضمن حدود العمل الضيقة، عن صنوف من التلبيسات وضروب من التضليلات التي يعسر على العوام كشفها وتزييفها.
ثم عطف الكتاب ببيان الوسائل التي اصطنعتها هذه الجماعة من أيام مؤسسها، لتحقيق أهدافها، التي لا تخطئ عين ناقدة رؤيتها على حقيقتها، بعيدا عن التمسح العاطفي بالإسلام وادعاء إشاعته ونصرته: رغبةً هوسية في السلطة والهيمنة، وتنفيذا أثيما لأجندات قوى عالمية مشبوهة، تصرُّ على تفتيت بلادنا، وإخسار قضايانا العادلة والمصيرية، ومن ثم، تركنا، أرضا وشعوبا، نهبا للطامعين وميدانا للواغلين والصائلين.
وقد تخيّر الكتاب من تلكم الوسائل، خمسا، قدّر أنها الأخطر والأفعل، وهي: التراتبية الصارمة، الحصرية واحتكار تفسير الدين، الطاعوية، التقية والكذب والتلون، والإرهاب معجلا ومؤجلا.
والله تعالى هو المرجو وحده، والمدعو دوما، أن يبصر المسلمين بحقيقة هذا التنظيم الخارجي المنحرف عن صحيح الدين، وأن يحفظ أمتنا وشعوبنا من مكره وشره.