مركز بحثي ــ علمي مقره جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، يعنى بالبحث العلمي ــ الأكاديمي في المجال.
الفلسفي ـوالأخلاقي، ويسهم في إعداد الكفاءات العلمية وتطويرها. ويعمل على الإشعاع الفلسفي وتقديم الخبرة والاستشارة.
الريادة في البحث العلمي وتكوين الكفاءات في الفلسفة
الارتقاء ببرامج الأخلاق والفلسفة في الجامعة، والإسهام في إعداد وتكوين الباحثين، وتقديم الاستشارة والخبرة، والعمل على بث روح التنوير في المجتمع
تطوير البحث العلمي في مجال الفلسفة تقديم برامج ودورات أكاديمية في المواضيع الفلسفية إعداد الكفاءات المتخصصة في الفلسفة الإشعاع الاجتماعي في الفسلفة
يخدم المركز شريحة واسعة من المجتمع، ومنها الطلبة والباحثون في مجال الفلسفة والدراسات الإسلامية والتاريخ، والهيئة التدريسية (في الجامعات والمدارس).
فلاسفة مسلمون


تعود أهمية هذه الندوة إلى إعادة التفكير في الفلسفة العربية الإسلامية باعتبارها أساس من أسس هويتنا العربية الإسلامية، وباعتبارها لحظة انفتاح على الفلسفات القديمة والحديثة. لذلك، كانت هذه الندوة مناسبة لفتح نقاش عميق وجدي حول نصوص ومواضيع وآفاق الفلسفة الإسلامية
عندما ترجم المسلمون علوم الأوائل وقدّمت هذه العلوم إطارا نظريا للمعرفة وإطارا عمليا للسلوك نشأت إشكالية علاقة الفلسفة بالدّين، فالذين لم يدرسوا الفلسفة وليس لهم اطلاع على حكمة القدماء رأوا فيها فكرا دخيلا مضرا بدينهم وشريعتهم فقاموا بمقاومتها. فكان أن انبرى الفلاسفة بجهد كبير محمود لبيان عدم معارضة مكتسبات العقل القائمة على فكر صحيح، مع أحكام الشريعة القطعية الدلالة. تتابعت إسهامات الفلاسفة في هذا الموضوع بفضل جهود علمية كثيرة ومتعددة، تكتسي صبغة جدلية منتجة على المستويين الديني والفلسفي، وأصبح كثير من المسلمين يرون في الانفتاح على مكتسبات العقل الفلسفي والعلمي ضرورة علمية من أجل إبداع قول فلسفي يمتح من حضارة المسلمين وينفتح على الآفاق غير المحدودة للفكر الإنساني في تعدديته وشموليته. ويأمل مركز الدراسات الفلسفية من الباحثين التأكيد على هذه الجوانب التي تفتح الفلسفة على الدين وتشرع الدّين على الفلسفة في إطار “فلسفة الدين” وكذا في إطار “فلسفة دينية” تقدم تصورا للدين يناسب العصر ويقوم على أصول الشريعة وأركانها القوية وكلياتها المعتبرة.

كل العلوم نشأت في رحم الفلسفة، وتخلّقت ثم تشعّبت واستقلّت، لكنها ظلّت وفية لأصلها. والمطّلع على تصنيفات العلوم القديمة يجد العلوم حاضرة في جبّة الفلسفة، وكتاب “إحصاء العلوم” للمعلم الثّاني شاهد فريد على هذا الزعم. وقد ظلت الصّلة بين الفلسفة والعلم قوية حتى أعلن إيمانويل كنط انفصالهما في كتابه “نقد العقل المحض”، وقد حاولت الفلسفة الوضعية أن تعمّق هذا الفصل، حتى أصبحت الفلسفة مع أوجست كونت مرحلة من مراحل التّفكير الإنساني، ونُودِي بإحلال العلم محلّ الفلسفة، لأن القول العلمي تصدقه التّجربة في حين أن الميتافيزيقا تخذلها الحواسُّ. لكن هذا لم يقض على التعاون بين الفلسفة والعلم، حيث تُنتج الفلسفةُ إشكالات يبادر العلماء إلى حلّها، ويُنتج العلم إشكالات تُهْرَعُ الفلسفةُ إلى تقديم أجوبة حولها، فكان هذا التّعاون المبدع بين الفلسفة والعلم عاملا حاسما في تطوّر الفكر النظري، واليوم أصبحت الفلسفة، من خلال علاقة النظرية بالتجربة، لحمةَ العلم وملاكَه. ومركز الدراسات الفلسفية يتخذ من هذه العلاقة الجدلية أرضية لتأكيد هذه الصلة التي يرجوها خصبة ومبدعة لأقوال علمية رصينة. دون أن يغفل الصلات القوية بين العلوم الإسلامية والفلسفة، بل إن الفلسفة الحقيقية للمسلمين تجلت في علومهم الأصيلة من مثل علم أصول الفقه وعلم الكلام وعلوم العرفان وعلم الفلك الذي أبدع فيه المسلمون إبداعات كان لها أثر كبير على الثورة الكبرنيكية الحديثة.

يقول قاموس وستمنستر للأخلاق المسيحية:” بالنسبة للعديد من المتدينين، فإن الأخلاق والدّين هما نفس الشيء أو لا ينفصلان؛ فإما أن تكون الأخلاق جزءًا من الّدين، أو أن الدّين هو الأخلاق. بالنسبة للآخرين، وخاصةً بالنسبة للأشخاص غير المتدينين، فإن الأخلاق والدّين منفصلان ويمكن فصلهما؛ قد يكون الدّين غير أخلاقيٍ، والأخلاق قد تكون أو ينبغي أن تكون غير دينيةٍ. حتى بالنسبة لبعض المتدينين فإن الأمرين مختلفان ويمكن فصلهما.” والغرض من هذا المحور هو إثارة الإشكالات المختلفة حول علاقة الّدين بالأخلاق في أفق تأسيس أخلاق بانية للإنسان والمجتمع على السواء.

لم توجد الأخلاق على الحقيقة إلا مع الفلسفة، فقد أسهمت الفلسفة في التأسيس النظري للأخلاق، وكان ذلك مع سقراط، الذي اكتشف قارة الأخلاق، وقد تتابع البحث الفلسفي فيها، من أخلاق الفضيلة إلى أخلاق الواجب إلى الأخلاق العواقبية إلى الأخلاق التطبيقية. إن اكتشاف الدروب المختلفة لقارة الأخلاق في العصر الحديث كفيل بأن يفتح العقل على مجال القيم وما يطويه من معايير مختلفة ووجهات نظر متباينة من أجل فهم أعمق للأخلاقيات الكونية واتخاذ مواقف أخلاقية إيجابية أبعد عن العدمية وألصق بالغيرية البانية.

تقوم الحياة الإنسانية على الأبعاد الأخلاقية والأبعاد العلمية، فبالأبعاد الأولى يغتني جوهر الإنسان بالقيم الفاعلة، وبالأبعاد الثانية يقيم الإنسان حضارته، ولما كان مصير الحضارة يتوقف على نوع المسار الذي يتخذه العلم باكتشافاته المختلفة ظهر مصطلح “أخلاق العلم” جامعا بين المفهومين دلالة على ضرورة التزام العلم بالقيم الإنسانية البانية حفاظا على جوهر الإنسان وإسهاما في حياة سعيدة على أرض يجب أن تبقى صالحة للحياة. من هنا تتضافر الأخلاق والعلم من إجل إنقاذ الإنسان من مخاطر التقنيات المحتملة ليحيا على أرضه الحياة الطيبة.

إن المبادئ الأخلاقية المطلقة يمكن أن تتغير من سياق إلى آخر. ومن هنا تتميَّز الأخلاق بطبيعة مفارقة، فهي من جهة تستمد وجودها من منظومة القيم الفطرية المجردة عن الزمان والمكان، وهي من جهة أخرى شديد الصّلة بالمجتمعات وأشكال التربية السائدة فيها، كما أنها شديدة الارتباط بالأطر النظرية سواء كانت فلسفية أو علمية، مما يمسّ الأخلاق بتغييرات تتفاوت عمقاً وجدّة. ومن هنا الدعوة إلى التّجدّد الأخلاقي الذي لا يمكن أن يكون سوى ضرب من تنزيل محلي للقيم الكونية، تتجدد الأخلاق كما يتجدّدُ البناء، فهي تبنى وتصنع انطلاقاً من النّموذج القبلي للقيم العليا الأولية.

نظم مركز الدراسات الفلسفية بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية دورة تدريبية مكثفة حول استخدام قاعدة بيانات أبجد وبرنامج “كلاسيكال”) (CTE لتحليل وتحقيق المخطوطات الفلسفية والنصوص التاريخية. يهدف هذا التقرير إلى شرح محتوى الدورة وأهدافها، بالإضافة تيكست إيديتور إلى تسليط الضوء على الأنشطةوالمخرجات والتأثيرات المختلفة التي حققتها

تعد هذه الورشة تجربة تفاعلية تهدف إلى تقديم مفهوم الفلسفة للأطفال في الفئة العمرية (9-10) سنوات بطريقة مبسطة وممتعة.
