Manuscript Heritage & Intellectual Tolerance
تندرج مقولة “التّسامح” ضمن منظومة القيم الإنسانية الراقية، بوصفها مسلكًا حضاريًّا متأصّلًا، وغاية مثلى يسعى إلى تحقيقها الفكر البشري، ومظهرًا فكريًّا يعكس صورة الذات بكل مقدَّراتها، واحترام الآخر -أيًّا كان وأينما كان- في قناعاته الشخصية وخلفياته الفكرية والحضارية والسوسيوثقافية. وهو بذلك ملمح فكري وحضاري تجسِّده -بالدرجة الأولى- أنماط التفكير البشري والحجاج التَّواصلي في مختلف مستوياته، وأدواته، ومظاهره، ووظائفه.
وفي هذا السياق تتجلَّى مكانة “التسامح الفكري” بوصفه مقوِّمًا من مقومات الحضارة العربية والإسلامية؛ التي أفرزت -من خلال طاقات العلماء الفكرية والعلمية والأدبية والفنية- زخمًا معرفيًّا متنوعًا ذا قيمة حضاريَّة متميزة، وهو ما تشهد عليه -ونقلته إلينا- ذخائر التراث المخطوطة ونفائسه المحققة والمنشورة.
ومن هنا يمكن اعتبار “التراث” و”التسامح” وجهين لقيمة حضارية واحدة، وعنصرين بارزين في ثنائية ابستيمولوجية جديرة بالبحث والتمحيص والتأمل والاستشراف، يسعى إلى تحقيقها هذا المؤتمر العلمي الثاني في مسيرة “التراث المخطوط والفكر الإنساني” من خلال محطَّتها الثانية الموسومة: “التراث المخطوط والتسامح الفكري”؛ وذلك للإجابة عن جملة من التساؤلات الجوهرية الهامَّة، أبرزها:
رئيس قسم اللغة العربية
عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية
نائب مدير الجامعة لقطاع الشؤون الأكاديمية